لمسات بيانية في القرآن الكريم

زائر

بسم الله الرحمن الرحين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى صحبه أجمعين .
انطلاقا من عظمة القرآن وقوة بيانه فالقرآن يمتاز بمسحة بلاغية خاصة ، وطابع بياني فريد ، لا يترك باباً لأن يلتبس بغيره أو يشتبه بسواه ، ولا يُعطي الفرصة لأحد أن يعارضه أو يحوم حول حماه ، بل من خاصمه خُصِم ، ومن عارضه قُصِم ، ومن حاربه هُزِم
لذلك أقدم لكم بعض اللمسات البيانية في القرآن الكريم وسوف أعرضها عليكم على فترات حتى يتم الاستفادة منها بإذن الله وقد راعيت فيها السهولة والتيسير حتى تناسب الجميع بإذن الله
اللمسة الأولى :
قال تعالى ((إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى *وأنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى *
الجمع بين الجوع والعري وتظمأ وتضحى في هذه الآية، هناك تناسب بين الجوع والعري فالجوع هو خلو الباطن من الطعام ، والعري هو خلو الظاهر من اللباس ، والظمأ ألم الباطن وتضحى ألم الظاهر وذلك من أشعة الشمس المحرقة ، وفتحت الهمزة في أن لأنها معطوفة على ألا وليست على إن لك .
اللمسة الثانية :
قوله تعالي :
{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى{120} فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى{121} ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى{122} قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى{123}
وفي آية أخرى يقول الحق تعالى :
(( قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ{23} قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )) 24
نجد في الآية الأولى قوله تعالى ( قال اهبطا ) بصيغة ضمير الغائب ، وفي الآية الثانية قول الحق ( قال اهبطوا ) بصيغة ضمير المتكلم وذلك لأنه في الآية الأولى كان الحديث بصيغة الغائب من بداية الآية فقال ( اهبطا )، أما في الآية الثانية فالحديث من بدايته كان بصيغة المتكلم لذلك قال ( اهبطوا
اللمسة الثالثة :
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }الفتح10
ــ ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله بضم الهاء هي لغة الحجاز وسبب اختيار لغة الحجاز هنا أن هذه البيعة كانت من أثقل البيعات لأنها كانت على الموت فاختار لها أثقل الحركات وهي الضم وأيضا لتفخيم لفظ الجلالة الله دلالة على تفخيم هذا العهد .
اللمسة الأولى
في سورة الكهف مرة يقول فأردت ومرة يقول فأراد ربك ومرة يقول فأردنا
{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً }الكهف79
قوله : فأردت أن أعيبها أنه نسب العيب إلى نفسه وذلك تأدبا أمام الله تعالى
{وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }الكهف82
قوله : فأراد ربك لأن الفعل هنا كله من الله تعالى فالله تعالى الذي يعرف مكان هذا الكنز ويعرف أن أبوهما صالحا
{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً }الكهف81
قوله : فأردنا لأن الموقف فيه اشتراك حيث أنه نسب القتل لنفسه ونسب الخير لله تعالى حيث أراد ربك الخير لهما
اللمسة الثانية :
{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224
هنا نجد تشديد التاء في كلمة ( يتبعهم ) وذلك للمبالغة في الاتباع حيث أنه ما كان على وزن ( افتعل ) يأتي للمبالغة في الشيء وذلك مثل : جهد واجتهد ، وفعل وافتعل
اللمسة الثالثة
{يُعَذِّبُُ مَن يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ }العنكبوت21
{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }العنكبوت17

*مشرفه* تاريخ التسجيل : 27/05/2010 الموقع : Alex

جزاك الله خيرا

جزاكي الله خير على هذه المعلومات القيمة

» معلومات عن القرآن الكريم
» كيف تختم القرآن الكريم كل شهر
» مدرسة القرآن الكريم
» الزوجة والمرأة في القرآن الكريم
» إستمع لإذاعة القرآن الكريم وأنت على النت